الهدوء حلم المعلمين الضائع : ================= ![]() بينما لا يتربع التعليم على قائمة أكثر الأعمال ضغوطًا، لكنه بالتأكيد يحتوي على كثير من الضغوطات، والمشقات، والمتاعب المستمرة بشكل يومي. وبلا شك أنك كمعلم تعود كل يومٍ إلى منزلك منهكًا، ومحترقًا، ومستهلكًا. ومن المهم لك كمعلم -أيًا كانت المرحلة التي تعلمها؛ أن تبقى هادئًا طوال الوقت، إذ أن الإنسيابية المزاجية تعد عنصرًا سحريًا حين يتعلق الأمر بإدارة الصف، حيث تجعلك أقل استثارة تجاه تصرفات التلاميذ، مما يقلل من شغبهم، وتضفي عليك هالةً محببة، و تجعلك مستحقًا لثقتهم. إن الهدوء صفة القادة، وهالة حضورهم المهيبة، وتسمح لك بخلق علاقاتٍ بدون بذل جهدٍ كبير، كما أنها المفتاح الرئيسي لحل معظم المشكلات التي تواجهك. لكن في الحقيقة، إن الكلام عن الهدوء أسهل بكثيرٍ من فعله، وكعاملةٍ في مجال التعليم لأكثر من عشر سنوات، أدرك ذلك جيدًا، إذ لطالما أفقدني الأطفال صوابي، وطالما طاردتني الضغوطات إلى الطرف الآخر المعاكس للهدوء والأقرب للجنون. فما بين أطفال هذا الجيل الذين يفتقرون للحنان والتهذيب، وأهاليهم الذين يدعون معرفة كل شيء، ويعاملونك كأجير بالساعة- دون أي احترام، واتصالاتهم ورسائلهم التي لا تنقطع حتى بعد منتصف الليل، وأسئلتهم التي تجعلك أحيانًا أمين خزانة ملابس أطفالهم الخاصة، وتارة طبيب أطفال، إلى ضغوط العمل ومهامه التي تحملها معك للبيت وكومة الأوراق التي لا تصغر مهما قمت بعدد لانهائي من جلسات التنظيف والترتيب. ليس غريبًا أن تتحول إلى بركانٍ هائجٍ ينفجر بشكلٍ متكرر! ومع أن الهدوء هو الأصل،الوضع الافتراضي والحالة الطبيعية، والمفترض حدوثه دون أي جهدٍ، وأي محاولة مستمرة لفرضه، تجعل الوضع أكثر ضغطًا وإرهاقًا. وبإعادة النظر والتفكير بعمقٍ في شعورنا الداخلي نجد أننا نتساءل كيف نصل للهدوء؛ في حين أننا متورطين عاطفيًا حين لا تسير الأمور بشكلٍ جيد في الصف؟ وأحد الحلول لهذا هو أن تتخيل أنك تبقى هادئًا في الحالات التي تتسبب لك بالتوتر. خذ ورقة وقلمًا، وبضعة دقائق لتدوين الأوقات والمواقف الذي تتسبب لك بالإجهاد خلال اليوم الدراسي. هل تتوتر عندما يصبح صفك صاخبًا أثناء العمل كمجموعات؟ هل يحدث عندما تلاحظ سوء السلوك أثناء إعطاء التعليمات أو شرح الدرس؟ هل تغضب عندما يحاول طالب معين المجادلة معك؟ كن دقيقًا في تحديد جميع الأمور التي تفسد هدوئك! الآن ، قبل أن تبدأ المدرسة كل صباح ، اجلس بهدوء مع القائمة الخاصة بك وتصور نفسك تتعامل مع تلك اللحظات المزعجة بهدوء ونجاح. تخيل نفسك تفترض العواقب، وردود فعلك، وضع توقعاتك برباطة جأش وثقة. تصور نفسك مستمعًا بعملك. من المهم أن نشير إلى أن الجميع يتصور الأمور قليلاً بطريقة مختلفة.
من الجيد قضاء دقيقتين أو ثلاث دقائق كل صباح لتصور اللحظات الأكثر إرهاقاً في يومك. ومع ذلك ، يمكنك أيضًا تضمين الدروس والقصص والأنشطة. ستكتشف أنه يمكنك تصور الكثير في فترة زمنية قصيرة جدًا. حتى لو كان أمامك ثلاثين ثانية فقط قبل وصول الطلاب ، فمن الجدير إغلاق عينيك وأخذ نفس عميق ، ومشاهدة أفضل ما لديك من إدارة نفسك بنجاح ، وهو أسلوب استخدمه تشارلي شابلن. هناك طريقة رائعة لإنهاء التصور الخاص بك هو استحضار موقف مثير للقلق – حتى هزليًا – كمجموعة من الأطفال المشاكسين يتأرجحون على بابك ونوافذك ، ثم تخيل نفسك تتعامل معها بثقة. تبدو فكرةً سخيفة ، لكنه تعمل! وقد أثبت أن التصور يكون بنفس فعالية الممارسة الفعلية. ولأنك قادر على فعل ذلك مرارًا وتكرارًا في فترة زمنية قصيرة ، فهو فعال بشكل ملحوظ. ومع ذلك ، فإن أفضل جزء هو أنه بمجرد الانتهاء من عرض التصور لهذا اليوم ، تكون قد انتهيت. لا يجب عليك التفكير في الأمر بعد ذلك أو الكفاح في محاولة لجعله حقيقة. ستجد نفسك بطبيعة الحال تتعامل مع المواقف بهدوء واتزان. ستكون أكثر استعدادًا وثقةً وأقل ترددًا. ستكون أكثر هدوءًا في الداخل. وهذا ما يهم!
– مترجم وبتصرف عن مقال لMichael Linsin |