في اليوم العالمي للمرأة ،المرأة اليمنية في ماليزيا نموذج للإصرار والنجاح
………………………………………………………………………………..
في كل عام وفي الثامن من شهر مارس/آذار تحتفل عديد من الدول باليوم العالمي للمرأة بحسب قرار منظمة الأمم المتحدة سنة 1977 الذي دعت فيه دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للإحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس .
يسعى العالم من خلال الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة إلى الاعتراف بدور المرأة في الحياة وإزالة كافة أنواع التمييز ضد المرأة، والتي اتخذت أشكالاً متعددة في العصور السالفة .
تختلف صور الاحتفاء بهذا اليوم باختلاف دول العالم ، ففي حين تتخذ بعض الدول من هذا اليوم عطلة رسمية كأفغانستان وأرمينيا، تعلن دول أخرى كالصين العطلة (للنساء فقط) ، بينما تكتفي دول أخرى بالتعريف بنضالات المرأة وأدوارها البارزة في التأثير الحضاري .
المرأة اليمنية في ماليزيا، والتي نزحت بسب الحرب لم ترفع الراية البيضاء كما أنها لم تتدثر بدثار الحزن وتكتفي بندب الحظ وسب الظلام ، بل على النقيض من ذلك ، أبت إلا أن تثبت للعالم بأنها جديرة بالاحتفاء بنضالها ونجاحها .
الاستاذة شيماء سليم عبد الرزاق مديرة مدرسة النخبة وجلوبال نزحت إلى ماليزيا هي وزوجها وأولادها، وفور وصولها بدأت في الإعداد لمشروع تأسيس مدرسة دولية – بحسب قولها – وخلال شهرين استطاعت أن تضع قدمها في أول الطريق واستطاعت جلب التمويل للمشروع، وتدير الآن مدرستين : (منهج يمني باللغة العربية – دوليةباللغة الإنجليزي ) .
تشعر الأستاذة شيماء بالارتياح والسعادة بسبب استيعابها لعدد من أبناء الجالية اليمنية في المدارس التي تديرها وكذلك توفير فرص عمل للعديد من المعلمين والمعلمات ، ولعل ذلك يعوضها – بحسب تصريحها – عن إغلاق جميع المدرسة التي كانت تديرها في عدن بفروعها الثلاثه أثناء الحرب .
دعت الاستاذة شيماء من خلال موقع المجلس التعليمي اليمني (yecm.net) كل من يظن أنه فاته القطار أن يواصل تعليميه و يستغل فتره وجود في ماليزيا و يستفيد و يتعلم، وأردفت”أحاول أن اشجع النساء المنقطعات عن التعليم للعوده للدراسه من خلال الدراسه المنزليه و العدد في تزايد فتوعيه العقول و انارتها تعتبر واجب علينا وهدف نسعي” .
امرأة اخرى سطرت أيضا أروع الأمثلة في التميز والسعي الحثيث نحو إثبات الذات، هي يمنى أحمد مهدي التي فقدت كل ممتلكاتها في اليمن بسبب الحرب ، والحرب دمرت أيضاً – بحسب قولها – مشروعها الخاص الذي بدأت به مع كل أحلامها.
تركت يُمنى دراستها للماجستير في اليمن وغادرت أحلامها في تطوير لغتها الإنجليزية ، واحتزمت أمتعتها وهاجرت إلى ماليزيا ، واصطحبت أخواتها معها على أمل أن تهدأ الأوضاع ثم تعود إلى اليمن .
لم تستطع العمل في تخصصها الدراسي في ماليزيا ، وكان لابد أن تبحث عن مصدر رزق يؤمن لها ولأخواتها حياة كريمة ، قالت : “عملت في عدة اتجاهات ولم أفقد الأمل، بدأت بتوصيل الطلاب إلى المدارس، وأيضا ًتخليص المعاملات في الامجريشن ومساعدة اليمنيين الذاهبين إلى أمريكا، وتوصيل المطارات وترجمة في المستشفيات ، إضافة إلى عمل معجنات، ومخبوزات في المنزل وبيعها ، وكذلك ترتيب الحفلات والمناسبات.
أردفت -ضاحكة- أحاول أن أُنوع وأُعدد مصادر دخلي لأعيش حياة كريمة، ولاأحتاج إلى أحد، وهذا مايهمني.
دعت يمني في ختام حديثها اليمنيين أن يكونو سنداً وعونا لبعضهم البعض في بلاد الغربة وأن يحتفظوا بمروءتهم وشهامتهم .
وضحة يحي علي عجلان،حاصلة على بكالوريوس أصول دعوة وفقه، بدأت بتحقيق حلمها بمشروعها التجاري ففتحت بوتيك ازياء نسائية.
تقول وضحة: أحببت أن يكون كل ما تحتاجه المرأة العربية في مكان واحد ، كالعبايات ،لبس محجبات، فساتين سهره واكسسورات بالإضافة إلى مستلزمات اخرى .
بدأت مشروعها من عام 2011 والبدايه كانت في اليمن، وبدات عبر مندوبات في معظم محافظات اليمن بالاضافة إلى السعوديه. وتوسعت أعمالها وفتحت عدة فروع ،وخلال هذه الفتره كانت أيضاً. طالبه تدرس بكالوريوس .
ومع أوضاع الحرب اضطرت إلى إغلاق المحل الذي في اليمن ، ثم أسست شركة في ماليزيا بنفس اسم المحل منذ 2016 .
تعمل وضحة كأستاذه في المدرسه وربة بيت وأم لطفلين، ومنتظره لطفلها الثالث وصاحبة البوتيك، وطموحها كثيره وان شاء الله تحققها مع الوقت وهو أن تعمل، (برندات) خاصه بها من ملابس وعبايات ويتوسع مشروعها ، كما أنها تطمح للحصول على درجة الماجستير – تخصص إدارة أعمال .
رغم الظروف القاسية، فإن العديد من نساء اليمن اللاتي نزحن إلى ماليزيا وضعْن بصماتهن وصممن على النجاح ، فلهن كل التحية والتقدير في اليوم العالمي للمرأة ، ولأمثال هؤلاء النساء نشير بالبنان .
يهنئ المجلس التعليمي كل نساء العالم ، ويخص نساء اليمن في الداخل وماليزيا والخارج باليوم العالمي للمرأة
إكرام العكوري