برامج الإجازة الصيفية

برامج الإجازة الصيفية “مركز اقرأ أنموذجاً” د.عبدالقوي القدسي

برامج الإجازة الصيفية
د. عبدالقوي القدسي

فترة الإجازة الصيفية التي تمتد لأكثر من شهرين قد يحقق فيها أبناؤنا ما لم يحققوه خلال أشهر السنة، فالتعلم المثمر هو المرتبط برغبة المتعلم .

يجدر بالتربوين أن يصمموا من البرامج ما تعمل على تعزيز جوانب القوة وتجاوز جوانب الضعف في أبنائنا، ويجدر بالآباء أن يستفيدوا من كل فرصة متاحة لإعانة أبنائهم على استثمار أوقاتهم بالنافع والمفيد .

يجب أن تتظافر الجهود لتصميم برامج مناسبة لاستيعاب الطلاب بمختلف أعمارهم، وقد كانت وزارة التربية والتعليم في اليمن تفتح الكثير من المراكز الصيفية والمعسكرات الشبابية، والكشفية، وكان لها أثرها الجيد في صقل مواهب، وقدرات الطلاب.

يُلحِق بعض الآباء أبناءهم ببعض المراكز الصيفية بغية تحاشي إزعاجهم، ولا هدف غيره، بينما تقع على عاتق الآباء مسؤولية كبرى تكمن في توجيه الأبناء نحو الاستفادة القصوى من “الإجازة الصيفية”، ومتابعة ذلك .

يجب أن تصمم البرامج بما يتناسب مع الأعمار والميول والرغبة، وتستوعب وقت الفتيات والفِتية، وتقدم المتعة والتعلم معاً، ولا ينبغي تكرار الحصص المدرسية الرتيبة وإعادة التلاميذ إلى جو المدرسة النظامية .

كان فيما مضى لـ “جمعية اقرأ” في صنعاء تجربة رائدة في تصميم برامج الصيف لطلاب المرحلة الثانوية، فقد روعيت- عند التصميم- احتياجات الطلاب العلمية والمهارية وحاجتهم للمتعة في الإجازة الصيفية .

صُمم البرنامج بحيث يستوعب اليوم كاملاً من السابعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً،
وفيه يختار الطالب ما يناسبه من برامج متضمّنة في استمارة التقديم للالتحاق بالمركز، وكانت تلك البرامج متنوعة وتشمل: دورات في تحسين التلاوة والتجويد، وفي قواعد الإملاء والقواعد الأساسية في النحو، وما لا يسع الطالب جهله من فقه العبادات، ودورات الكمبيوتر، واللغة الإنجليزية، ودورات المواد العلمية من علوم ورياضيات ، ودورات الإسعافات الأولية، والتمديدات الكهربائية، ودورات في الخط والنحت والزخرفة، ودورات في التنمية البشرية وصناعة التفوق والنجاح وتحديد خيارات المستقبل ، ودورات في الخياطة والتطريز للبنات، ورحلات علمية إلى بعض المصانع والجامعات، ورحلات عامة للنزهة، وبرامج كرة القدم والطائرة وتنس الطاولة والسباحة، والمسابقات الثقافية والعلمية وغيرها، كل هذه البرامج في إطار المركز متاحة، وفي خلال شهرين كان الطلاب شعلة في النشاط والحيوية، وينتهي المركز بتنظيم معرض لإبداعات الطلاب الصيفية يعرضون فيه إنجازاتهم، وما حققوه من أهداف، وتظل بعض البرامج مفتوحة خلال العام لمن يرغب في المتابعة والتعلم في الفترة المسائية .

تستطيع الكثير من الجهات تنظيم مراكز صيفية بشكل احترافي إذا كان الهدف تربوياً تعليميا،ً وليس مجرد تسلية، أو استثمار مادي، أو لتحقيق أهداف بعيدة عن التربية والتعليم.

في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد يجدر أن تبرز العديد من المبادرات الخيرية، وتفتح مجالات متعددة لتنمية قدرات أبنائنا، ورعاية مواهبهم، وصقلها وتوجيهها في خدمة السلم الاجتماعي، وترسيخ قواعد الأخوة، وهناك العديد من الشركات ورجال الأعمال لا يترددون في تمويل برامج جادة وهادفة، ولنعلم أن ما نغرسه من أشجار مثمرة اليوم نذقُ طعم ثمارها بأفواه أبنائنا غداً.

يستطيع الطالب في فترة الصيف اكتساب العديد من المهارات، وتطوير قدراته، وفي المقابل يمكن أن تمضي الفترة دون تحقيق شيء، والوقت لا ينتظر، والظروف لا تتهيأ لعاجز.

الأحد ٢٣ يونيو ٢٠١٩

يمكن من خلال زيارة موقعنا قراءة العديد من المقالات