
يرى القبيح في الجمال تحدياً، ويرى الغبي في الذكاء عدواناً، والأسوأ هو الفاشل إذ يرى في نجاح الآخرين تهديداً مباشراً لشخصه .
النجاح منظومة متكاملة في الحياة، يحقق كل واحد من البشر منه ما يتوافق مع قدراته ومواهبه التي أودعها الله فيه، فالتفوق العلمي نجاح، وتحقيق الربح من التجارة نجاح، والتوافق الأسري نجاح، وخدمة المجتمع نجاح، وكل ما يؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية، وتحقيق التوازن في الحياة نجاح .
اختيار طريق النجاح والفشل قرار بيد الإنسان نفسه، وبقدر تصميم الإنسان وثقته بنفسه يستطيع إنجاز الكثير، ومن مجموع الناجحين يتشكل مجتمع ناجح .
من الطبيعي أن تجد في العمل من هو أفضل منك، وأن تجد في سوق التجارة من هو أذكى منك، وأن تجد في الإدارة من يفوقك، وأن تجد من يتمتع بمواهب أكثر منك، وإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا يكتسب النجاح أعداءً؟!!
قد يغار المدير من أحد الموظفين حينما يُظهر الأخير مهارات تفوق ما لديه، فيبدأ بحياكة الخطط ضده، وكم من المواهب حوربت وأُبعدت من الميدان بسبب مدرائهم الفاشلين؟!! وقد تصاب المرأة المطلقة بعقدة نفسية تجعل منها عدواً لكل الزوجات الناجحات بل وحتى الرجال المتزوجين والعُزاب.
قد يفشل الإنسان في بعض مهام الحياة، وهذا ليس عيباً، إنما العيب عندما يخفق الفاشل -أيضاً- أن يستفيد من أخطائه، والأدهى والأَمر عندما يتحول حرباً على الناجحين ووسيلة للتخريب والدمار .
التنافس في تحقيق النجاح أثمر تقدماً في جميع مجالات الحياة، بينما التنازع أحد معوقات التنمية والبناء ، فكم من مشاريع بِناء التي يقودها ناجحون وأهل خير تتعثر بسبب الفاشلين ؟! وكم من الجماهير المغفلة تحرم نفسها من خير الناجحين بسبب سيرهم في ركب الفاشلين .
النجاح بحاجة إلى مجازفة، وصبر وذاتية وهمة عالية، وهذه المواصفات يفتقر إليها الفاشلون، وهذا يبرر عدم تقدم الدول أو المؤسسات أو المشاريع التي يديرها فاشلون وحدوث قفزات نوعية غير متوقعة في دول ومؤسسات يكون على رأسها ناجحون .
إذا بدأ حاكم أو مدير أو مسؤول إجراءات تصحيح وخطوات بناء وبدأ نجاحه يظهر على شكل مشروعات عملية يستفيد منها الجمهور ، فإن الفاشلين الذين سبقوه يقفون له بالمرصاد ، ولربما أثاروا عليه بعض الجماهير المغفلة التي تنظر إلى المصلحة العاجلة الآنية وتغفل عن المصلحة الآجلة المستمرة .
يدغدغ الفاشلون وأعداء النجاح عواطف الجماهير المغفلة برفع راية المحافظة على القديم، وضرورة المحاربة لبقائه، وكل دعوات التغيير في العالم شهدت مثل هذا بما في ذلك الأنبياء، وللأسف يقع البسطاء في شباك الفاشلين.
الناجحون في مسيرتهم لا يأبهون بالضجيج، ولا ترهبهم عواصف الدعاية والإعلام، وإنجازاتهم كفيلة بالرد على بكائيات الفاشلين، وليس للأفراد الفاشلين ولا للحكومات الفاشلة نصيب إبداع أو تقدم بين أمم الأرض الناجحة.
يقال في المثل الإنجليزي:
” The day you plant the seed is not the day that you eat the fruit”.
“اليوم الذي تزرع فيه البذور ليس هو اليوم الذي تأكل فيه الثمار” ولذلك فالناجح ينظر إلى المستقبل بينما يصاب الفاشل بقصرٍ في النظر.
الناجحون هم الذين ينثرون أفكارهم كحبات قمح على الأرض ويسقونها بالعرق بعد أن يبذلوا جهدهم في تهيئة الأرض فتنبت خيراً وسعادة للبشرية في مختلف جوانب الحياة، ولا عزاء للفاشلين!!!!
الجمعة ٤ أكتوبر ٢٠١٩
جزاكم الله عنا كل خير د.عبدالقوي ..صراحةً مقالات رائعه جدا تستاهل القراءة والاطلاع، تحكي عين الواقع.
حفظك الله ورعاك أخي الحبيب
رعاك الله