لم يكن معلماً مبدعاً فحسب، لقد كان أباً حانياً، وطبيباً نفسياً، ومرشداً اجتماعياً، وقائداً ملهماً، كان خبيرَ تنميةٍ بشرية، وأستاذَ تربيةٍ روحية، لقد كان بحق مربياً عظيماً.
لا أستطيع نسيانه أبداً، كيف لي أن أنساه، وهو من فتح قلبه لي، وأرخى سمعه لي، ومنَّ بوقته عليّ، يحدثني كصديق تارة، ويصدع صوته في جنبات حجرة الدرس كمعلم تارة أخرى، وصورته ترتسم أمامي في كل لحظة كمُربٍّ يندر أن تجد مثله.
هل أنسى ذلك اليوم؟!!! كلا ، لا أستطيع نسيانه!!! خرجت من المدرسة هائماً على وجهي، وضعت كتب المدرسة جانباً، اعتزلت الحديث مع والدي، لم أعد أحتمل الذهاب إلى المدرسة، ولم يستطع أَبَواي إقناعي للعدول عن قراري ، نعم .. قررت عدم خوض اختبارات الثانوية العامة !! أهلي، أصدقائي، كلهم يعرفون قدراتي وتفوقي العلمي، إنهم يستغربون من قراري ، نعم …يستغربون، وحسب!!
كعادته، عندما تَفَقَّد مكاني فلم يجدني، أسرع معلمي للاتصال بوالدي والسؤال عن حالي، ولم أكن أطمع منه بأكثر من الاتصال، إلا أنني تفاجأت برؤيته في منزلنا، نعم لقد جاء معلمي لزيارتي، وسرعان ما ارتسمت في محياه ابتسامة عريضة عند رؤيتي.
يصحبني المعلم في حديث جميل لن أنساه، وبعد رحلة شعورية جميلة يُربت على كتفي، ويبدأ بكلماته الصادقة وأسلوبه الساحر يعدد لي مكامن قوتي، ويشير لي جوانب تميزي، ويزودني بأدوات مواجهة الإحباط، ويدفعني بكل قوة إلى الأمام، فما هي إلا لحظات حتى اطمأن قلبي، وهدأ روعي، فقررت خوض اختبارات الثانوية بهمة عالية ، قررت العدول عن قراري، وخوض غمار التحدي، لقد ذاب جبل الثلج الجاثم على صدري بحرارة كلمات معلمي الصادقة.
لم يتركني معلمي، بل ظل يتابعني ويمدني بالقوة حتى اجتزت اختبارات الثانوية العامة بنسبة تتجاوز التسعين في المائة، هل يمكن أن أنساه؟!!!
نعم – بالفعل- هل يمكن لمثل هذا التلميذ أن ينسى مثل ذلك المربي؟!!!!!
لسان حاله يقول: هذا معلمي ،فليريني كل واحد منكم معلمه!!!!
التعليم يا سادة شيءٌ والتربية شيء آخر، يمكن لأحدنا أن يكون معلماً مبدعاً، يمتلك كل مهارات التدريس واستراتيجياته: الحديثة منها والقديمة، ولكن أن يكون مربياً ناجحاً، فالأمر مختلف جداً .
تتوجه مؤسسات التعليم الحيّة لتأهيل معلميها، وتزويدهم بكل جديد في مجال التعليم، وتبتكر كل وسائل المتابعة والتقييم للتأكد من تحقق الأهداف التعليمية، والسؤال هنا، كم نسبة الاهتمام بمجال التربية، وبإعداد المعلم ليمارس دور المربي ؟!!!!!!
المعلم يحرص على نقل المعرفة بكل وسيلة متاحة، ولكن المربي يهتم بتطبيق تلك المعرفة في واقع الحياة، ففي حين يبذل المعلم جهده في تلقين التلاميذ الآيات والأحاديث الدالة على الصدق، يذهب المربي ليتابع سلوك تلاميذه العملي وهل التزموا الصدق في تعاملاتهم وأصبح واقعاً معاشاً في حياتهم ؟!!!
لو عدنا بذاكرتنا إلى الوراء، وحاولنا أن نستعرض قائمة معلمينا الفضلاء، فمن يا ترى ستحضرنا أسماؤهم؟!! من هم المعلمون الذين نُقشت أسماؤهم في قلوبنا؟!! ما أوصافهم حتى خلدتهم الذاكرة، ولم تستطع الأيام والأعوام المتتابعة أن تمحو ذكراهم الجميلة؟!!
السبت ١٩ أكتوبر ٢٠١٩
كلام في قمة الرقي. راقــــــــــت لي. د. عبد القوي
اين اصبح وضع تعليمنا اليوم حاله كما لو حي بين ميتين لا المعلم يفهمك ولا الطالب يصغي اصبحنا نسير في دوامة كبيرة في متاهة لا نعلم مخرجها نحاول بكل ما اوتينا من قوة للصمود في وجه رياح الجهل والتفلت اصبح المعلمون يتركون الكلاب من غير تعليم لمذا لانهم لم يجدوا مصا لحهم الشخصية لانهم لا يهتمون لامر الطالب فهم ام لا استوعب ام لا همهم الوحيد ان دخلوا الفصل سردوا درسهم كما لو كان قصة وغادرو.
اما بالنسبة للاخلاق فهي صفر من ناحية المعليمن وصفر آخر من جانب الطلاب فلو رأى الطالب في معلميه التزام سيحاول ان يصنع المستحيل ليكون محترما اخلاقيا لكنضاعت الاخلاق منكلى الطرفين. وضاع معه مستقبل التعليم والعلم.
استاذي هناك من الطلاب من همه كيف يشق مستقبله بنفسه ويعتمد على نفسه ويكافح لذلك فهم من خيرة الناس.
وهناك من يتمنى لو تمضي السنة الدراسية كلمح البصر همه كيف يقضي وقت دراسته وتنتهي على خير ليكم مشواره التفلت.
وهناك من يذهب لاجل الاصحاب والمشاكل والوقضاء وقت الفراغ.
اصبح هذا الزمان زمان تفلت اصبح العقل خاويا اصبح الشباب يفكرون بالحب طغت وسائل التواصل الاجتماعي على عقولهم فاصبحوا يستغلوها استغلال خاطا ويفهموها فهم خاطئ.
اصبح الحب سيد الرجال ولم يعد عقلهم يفكر بالعلم والمعرفة والقليل النادر من تهزه كلمات مثل كلماتك.
وسبب هذا كله يرجع الى التعليم الخاطئ وتفليت المسؤولية من يد المعليمن .
والحمد لله..كلامي اوجهه لجميع المعليمن في جميع الاقطاع اتقوا الله في اجيالكم واحذروا من التفلت..
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
حفظك الله ورعاك ، وشكراً لك
جميل