اختبارات الثانوية العامة في اليمن

اختبارات الثانوية العامة في اليمن في ظل جائحة كورونا د.عبدالقوي القدسي

اختبارات الثانوية العامة في اليمن
د.عبدالقوي القدسي

في الوقت الذي يعيش فيه العالم حالة استثنائية بسبب وباء كورونا، وفي خضم مواجهة البلدان للوباء وإيقافها عجلة الاقتصاد والتنمية وإغلاق المطارات والجامعات والمدارس والمساجد واتخاذ إجراءات احترازية لمحاصرة الوباء والتخفيف من حالة القلق والخوف من انتشار كورونا، ونحن نشتم رائحة الموت في شمال وجنوب بلادنا الحبيب وتكتظ صفحات التواصل الاجتماعي بالتعازي، في ظل هذا كله لا تزال حالة الارتباك قائمة لدى القائمين على التعليم في بلادنا، وبات أبناؤنا في ربوع بلادنا المنكوبة بأنواع من الأوبئة وليس بوياء كورنا – فقط – في ترقب مستمرلقرارات معالي  الوزراء. ولنا ان نسأل هنا جملة من الأسئلة :

  • هل بيد القائمين على التعليم القدرة على التنبؤ بارتفاع الوباء عن البلاد واستقرار الوضع ؟
  • هل لدى المسؤولين عن عملية التعليم الشجاعة في تحمل المسؤلية حال إجراء الاختبارات وإصابة أبنائنا بالوباء؟
  • هل هذه الاختبارات في وضعها الطبيعي هي مؤشرات حقيقية ومحكّات عملية تقيس حقيقة المستوى ؟
  • إذا كانت التربية في الحكومة الشرعية قد اعتمدت (المعدل التراكمي) فهل (50%) من الدرجة المتبقية للطالب مبرراً مقبولاً لحالة الإرباك المستمر، والضبابية في اتخاذ القرار؟
  • مؤسسات تعليمية عالمية مثل (كامبردج) قد أوكلت اختبارات ( IGCSE) إلى المدارس، فهل لنا أن نسأل عن السبب ؟!

في مقال بتاريخ 14 يونيو 2019 تحت عنوان: “ قداسة الاختبارات الوزارية في اليمن“شرحتُ فيه عدم جدوى الاختبارات الوزارية وأنها تكلف الدولة ميزانية وتستهلك الكثير من الجهود في حين أنها في المحصلة النهائية عبارة عن نتائج مضللة ليس إلا !! فالدرجة التي يحصل عليها الطالب لا تُعبر بأي حال من الأحوال عن حقيقة المستوى، فإذا كانت الدرجة الظاهرة تساوي الدرجة الحقيقة مضاف إليها أخطاء القياس – بلغة أهل التقويم والقياس- في الوضع الطبيعي ، فما بالنا ونحن نعيش أحوالاً استثنائية؟!!!

في ظل كورونا عمدت بعض الدول إلى اتخاذ قرار ترفيع جميع الطلاب إلى المستوى الأعلى بدون استثناء واعتماد معايير معينة، كدرجات الطالب في الفصل الأول، أو في السنة الأولى أو المعدل التراكمي، أو الاعتماد على نتيجة المدارس، فلماذا لا يتم اعتماد أي طريقة مناسبة وإنهاء العام الدراسي في بلادنا، وإزالة حالة القلق والترقب المصاحبة لأبنائنا الطلاب؟!

طلاب المرحلة الثانوية في الخارج يعيشون نفس حالة الترقب التي يعيشها أبناؤنا في الداخل، فالكثير من الدول قد اتخذت قرارها بإيقاف العملية التعليمية إلى نهاية ديسمبر 2020 كإجراءات احترازية بسبب كورونا، واعتمدت التعليم ( Online ) ولا يُسمح في إطار هذه الإجراءات بإجراء اختبارات جماعية، فما الذي يمكن أن يكون مصير طلاب الثانوية في الخارج وهم مرتبطون بقرار الوزارة في الداخل؟!

أقترح على التربية والتعليم أن تتخذ القرار في إنهاء العام الدراسي الحالي باعتماد درجة التراكمي، وتكليف المدارس إجراء اختبارات ( Online) أو اعتماد نتيجة اختبار نهاية الفصل الدراسي الأول كنتيجة نهائية، والإعلان عن هذه الإجراءات حسماً للأمر، وحتى لا تظل حالة القلق ملازمة لأبنائنا في وضع جائحة كورونا، وحتى لا يحرم أبناؤنا من الالتحاق بالعام الأكاديمي الجامعي القادم 2020- 2021.

تعليق واحد

  1. مقال رائع يادكتور
    ونحن نتمنى ايضا من التربية والتعليم أن تتخذ القرار في إنهاء العام الدراسي الحالي باعتماد درجة التراكمي، وتكليف المدارس إجراء اختبارات ( Online) أو اعتماد نتيجة اختبار نهاية الفصل الدراسي الأول كنتيجة نهائية، والإعلان عن هذه الإجراءات حسماً للأمر، وحتى لا تظل حالة القلق ملازمة لأبنائنا في وضع جائحة كورونا، وحتى لا يحرم أبناؤنا من الالتحاق بالعام الأكاديمي الجامعي القادم 2020- 2021.